الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

 دليلك الى السعادة العائلية

كيف تسعد في زواجك الثاني؟‏

كيف تسعد في زواجك الثاني؟‏

مايكل:‏ * «أُصيبت زوجتي الاولى بالسرطان وتوفيت بعد ٣٤ سنة قضيناها معا.‏ وبعد ان ارتبطت بليندا،‏ كانت تشعر دائما انني اقارن بينهما.‏ وما ازعجها كثيرا هو اصدقائي القدامى الذين غالبا ما اشادوا بمزايا زوجتي الراحلة».‏

ليندا:‏ ‏«بعدما تزوجت مايكل،‏ احسست ان ظل زوجته السابقة يلاحقني على الدوام.‏ فقد شعرت ان زوجي والآخرين لن يقدّروني كما كانوا يقدّرونها.‏ فهي كانت في غاية التهذيب،‏ محبوبة جدا،‏ وعذبة اللسان الى ابعد الحدود.‏ احيانا اتساءل ان كنت سأصبح يوما قريبة من قلبه بقدر ما كانت هي».‏

مايكل وليندا سعيدان لأنهما التقيا وتحابّا.‏ حتى ان ليندا،‏ التي طلقت زوجها الاول،‏ تقول ان مايكل هو «فارس احلامها».‏ مع ذلك،‏ كما يعترف هذا الثنائي،‏ ينطوي الزواج الثاني على تحديات لا وجود لها في الزواج الاول.‏ *

اذا كنت متزوجا للمرة الثانية،‏ فكيف تشعر حيال هذه العلاقة؟‏ تقول تمارا التي تزوجت من جديد بعد ثلاث سنين من طلاقها:‏ «عندما تدخل القفص الذهبي للمرة الاولى،‏ يراودك شعور جميل بأن ارتباطكما سيدوم الى الابد.‏ اما في زواجك الثاني فقد لا ينتابك هذا الشعور.‏ فأنت لن تنسى ابدا ان زواجك الاول سبق ان انتهى».‏

رغم ذلك،‏ يشعر ازواج كثيرون بسعادة غامرة في زواجهم الثاني.‏ ومثلما استطاعوا هم ان ينعموا بزواج ناجح،‏ في وسعك انت ايضا ان تسعد في هذه العلاقة الجديدة.‏ كيف؟‏  تأمل في ثلاثة تحديات شائعة،‏ ولاحظ كيف تساعدك مبادئ الكتاب المقدس على تخطي كل منها.‏ *

التحدي الاول:‏ انت تجاهد كي لا يطغى زواجك السابق على الحالي.‏

تذكر هيلين التي تعيش في جنوب افريقيا:‏ «لا استطيع ان امحو بكل بساطة ذكريات زواجي الاول،‏ خاصة عندما نسافر انا وزوجي الحالي الى الاماكن التي قصدتها برفقة زوجي السابق في ايام العطلة.‏ احيانا،‏ يصل بي الامر الى حد المقارنة بينهما».‏ من جهة اخرى،‏ اذا كان رفيق دربك هو المتزوج من قبل،‏ فقد تستاء عندما يتكلم تكرارا عن ارتباطه السابق.‏

لتكن لك انت وشريك حياتك الجديد ذكرياتكما الخاصة التي تجمع بينكما

اقتراح:‏ تقبَّل الواقع انه ليس منطقيا ان تتوقع انت وشريك حياتك الجديد نسيان الزواج الاول بمنتهى البساطة،‏ لا سيما اذا دام سنوات عديدة.‏ وفي الحقيقة،‏ يعترف البعض انهم نادوا عن غير قصد رفيق زواجهم الحالي باسم رفيقهم السابق.‏ فما العمل في هذه الحالة وغيرها من الحالات المماثلة؟‏ ينصح الكتاب المقدس:‏ «حاولوا ان تفهموا واحدكم الآخر».‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٨‏،‏ ترجمة القرن الجديد ‏(‏بالانكليزية)‏.‏

فلا تحرِّم على رفيق زواجك بدافع الغيرة ان يأتي على ذكر زواجه السابق.‏ فإذا شعر بالحاجة الى التكلم عن الماضي،‏ فأصغِ اليه بتعاطف وتفهم.‏ ولا تسارع الى الاستنتاج انه يقارنك برفيقه الاول.‏ يروي ايلي الذي تزوج ثانية منذ عشر سنوات:‏ «لم تعتبر زوجتي كاترين الحديث عن زواجي السابق من المحرَّمات،‏ بل رأت فيه فرصة مناسبة كي تعرف كيف اصبحتُ ما انا عليه اليوم».‏ بالاضافة الى ذلك،‏ قد تسهم هذه المحادثات في تمتين صداقتك برفيق دربك الجديد.‏

ركِّز على الصفات الايجابية والفريدة التي يتميز بها رفيق زواجك الحالي.‏ صحيح انه قد يفتقر الى صفات او قدرات تحلى بها رفيقك السابق،‏ ولكن لا بد انه متفوق من نواحٍ اخرى.‏ لذلك،‏ اعمل على تقوية الأساس الذي تقوم عليه علاقتك برفيقك الحالي،‏ وذلك ‹دون مقارنته بالآخرين› بل بالتأمل في المزايا التي تحبها فيه وتقدِّرها حق التقدير.‏ (‏غلاطية ٦:‏٤‏)‏ يقول ادمون الذي تزوج مرتين،‏ معبرا عن هذه الفكرة:‏ «كما انه ما من صداقة مثل الاخرى،‏ كذلك ما من زيجة مثل الاخرى».‏

وكيف توازن،‏ اذا جاز التعبير،‏ بين ذكرياتك العزيزة وحياتك الجديدة؟‏ يقول جوني:‏ «شرحت لزوجتي ذات مرة ان زواجي الاول اشبه برواية جميلة كتبناها انا وزوجتي السابقة.‏ وفي بعض الاحيان،‏ اقلّب صفحات هذه الرواية وأقرأ فيها متأملا في الاوقات الممتعة التي قضيناها معا.‏ لكني لا اعيش على ذكريات الماضي،‏ فأنا وزوجتي نكتب الآن سويا رواية حياتنا الهنيئة».‏

جرِّب ما يلي:‏ اسأل رفيق دربك اذا كان يشعر بالانزعاج حين تأتي على ذكر الزواج الاول.‏ حدِّدا معا الاوقات التي يفضَّل فيها عدم التطرق الى هذا الموضوع.‏

التحدي الثاني:‏ انت تجاهد لتكون على علاقة جيدة بأصدقائك الذين لا يعرفون رفيق زواجك الحالي.‏

يروي خليل الذي اقترن بامرأة اخرى بعد ست سنوات من طلاقه:‏ «شعرت زوجتي،‏ طوال فترة من الوقت بعد زواجنا،‏ ان عددا من اصدقائي يراقبون تصرفاتها بحثا عن عيوبها».‏ ويذكر بسام الذي واجه وضعا مختلفا:‏ «كان البعض يخبرون زوجتي في حضوري كم يحبون زوجها السابق ويشتاقون اليه».‏

اقتراح:‏ حاول ان تتقمص مشاعر اصدقائك.‏ يقول ايلي المقتبس منه آنفا:‏ «اظنه في بعض الاحيان محزنا ومربكا للأصدقاء القدامى ان يعاشروا مجرد طرف واحد من الثنائي الذي عرفوه في السابق».‏ لذا يوصي الكتاب المقدس:‏ «كونوا .‏ .‏ .‏ متعقلين،‏ معربين عن كل وداعة نحو جميع الناس».‏ (‏تيطس ٣:‏٢‏)‏ فامنح اصدقاءك وعائلتك وقتا كافيا كي يتكيفوا مع وضعك الجديد.‏ ومثلما تغير زواجك،‏ قد تتغير صداقاتك.‏ يقول خليل المذكور اعلاه انه سعى هو  وزوجته مع مرور الوقت الى توطيد صداقاتهما القديمة.‏ ويذكر:‏ «نحن نبذل جهدنا ايضا كي نكتسب صداقات جديدة،‏ وهذا يساعدنا كثيرا».‏

من ناحية اخرى،‏ خذ مشاعر رفيق زواجك بعين الاعتبار حين تقضيان الوقت مع اصدقائك القدامى.‏ مثلا،‏ عندما يتناولون في حديثهم موضوع زواجك الاول،‏ كن لبقا واتصف بالتمييز كي لا يشعر رفيقك الحالي انه مهمَّش.‏ يقول احد امثال الكتاب المقدس:‏ «يوجد من يتكلم من غير روية مثل طعنات السيف،‏ اما لسان الحكماء فشفاء».‏ —‏ امثال ١٢:‏١٨‏.‏

جرِّب ما يلي:‏ فكِّر في المناسبات الاجتماعية التي قد تسبب الاحراج لك او لشريك حياتك.‏ وناقشا مسبقا ما هي افضل طريقة للرد على اسئلة وتعليقات الاصدقاء عن الزواج الاول.‏

التحدي الثالث:‏ انت تجاهد لتثق بشريكك الحالي بعدما خانك شريكك السابق.‏

يقول اندريه الذي تزوج من رانيا بعدما تخلت عنه امرأته:‏ «كانت فكرة التعرض للخيانة ثانية توقع الرعب في نفسي.‏ وغالبا ما تساءلت ان كنت سأصبح زوجا صالحا مثل زوج رانيا السابق.‏ حتى انني خشيت ألّا تجد فيّ الرجل المناسب وتتركني من اجل شخص آخر».‏

اقتراح:‏ افصح لرفيق زواجك بصراحة عما يشغل بالك.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «تبطل المقاصد من غير تشاور».‏ (‏امثال ١٥:‏٢٢‏)‏ فالتشاور هو ما ساعد اندريه ورانيا ان يثقا واحدهما بالآخر.‏ يذكر اندريه:‏ «وعدتُ رانيا ألّا الجأ ابدا الى الطلاق كوسيلة سهلة للهرب من المشاكل،‏ وهي بدورها اكدت لي الامر عينه.‏ ومع الوقت،‏ اصبحت اثق بها ثقة تامة».‏

وفي حال سبق ان وقع رفيقك الحالي ضحية الخيانة،‏ فاسعَ جاهدا كي تكسب ثقته.‏ لاحظ مثلا ما فعله ميشال وسابين اللذان سبق ان انتهى زواج كل منهما بالطلاق.‏ فقد اتفقا ان يخبرا واحدهما الآخر عندما يتواصلان مع رفيقَي زواجهما السابقَين.‏ تقول سابين:‏ «هذا الالتزام منحنا شعورا بالراحة والطمأنينة».‏ —‏ افسس ٤:‏٢٥‏.‏

جرِّب ما يلي:‏ ارسم حدودا للتواصل على انفراد مع الجنس الآخر سواء وجها لوجه،‏ على الهاتف،‏ او عبر الانترنت.‏

لقد كان النجاح حليف كثيرين في زواجهم الثاني،‏ ويمكن ان يصح الامر عينه في حالتك.‏ فمقارنةً بأول مرة اتخذت فيها خطوة الزواج،‏ انت الآن تعرف نفسك اكثر من قبل.‏ يقول اندريه المذكور سابقا:‏ «زواجي من رانيا يملأ قلبي سعادة تفوق الوصف.‏ فبعد ١٣ سنة من زواجنا،‏ يجمع بيننا رباط وثيق جدا نرجو ألّا ينثلم ابدا».‏

^ ‎الفقرة 3‏ الاسماء في هذه المقالة مستعارة.‏

^ ‎الفقرة 5‏ رغم ان الطلاق والموت ينهيان الزواج بطريقتين مختلفتين جدا،‏ أُعدَّت هذه المقالة كي تساعد المرء في كلتا الحالتين ان يسعد في زواجه الثاني.‏

^ ‎الفقرة 7‏ للحصول على معلومات حول التحديات التي ترافق تربية الاولاد في العائلات الربيبة،‏ انظر سلسلة المقالات في عدد نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠١٢ من مجلة استيقظ!‏ ‏(‏بالانكليزية)‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

اسأل نفسك:‏

  • ما هي بعض الصفات الفريدة التي اقدِّرها في شريك حياتي؟‏

  • اذا أُثير موضوع زواجي الاول،‏ فكيف اتصرف كي اطمئن رفيقي الحالي وأحفظ كرامته؟‏