الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اخوات خدمن بروح طوعية

اخوات خدمن بروح طوعية

تُقَرِّرُ أَخَوَاتٌ عَزْبَاوَاتٌ كَثِيرَاتٌ ٱلِٱنْتِقَالَ إِلَى بُلْدَانٍ أَجْنَبِيَّةٍ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ مَاسَّةٌ.‏ وَبَعْضُهُنَّ يَخْدُمْنَ هُنَاكَ مُنْذُ عَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ.‏ فَمَاذَا سَاعَدَهُنَّ عَلَى ٱتِّخَاذِ هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةِ ٱلْجَرِيئَةِ؟‏ مَاذَا تَعَلَّمْنَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ؟‏ وَأَيَّةُ بَرَكَاتٍ حَصَدْنَهَا؟‏ قَابَلْنَا بَعْضَهُنَّ وَطَرَحْنَا عَلَيْهِنَّ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ تَعْلِيقَاتِهِنَّ ٱلْبَنَّاءَةَ سَتُفِيدُ كُلَّ أُخْتٍ عَزْبَاءَ تَرْغَبُ أَنْ تُغْنِيَ حَيَاتَهَا بِخِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ إِنَّ مِثَالَهُنَّ لَا يُفِيدُ ٱلْأَخَوَاتِ ٱلْعَزْبَاوَاتِ فَقَطْ،‏ بَلْ جَمِيعَ خُدَّامِ ٱللهِ.‏

اَلتَّغَلُّبُ عَلَى ٱلشُّكُوكِ

أَنِيتَا

هَلْ تَتَسَاءَلِينَ إِنْ كَانَ فِي وِسْعِكِ ٱلْخِدْمَةُ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ؟‏ خُذِي عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أُخْتًا فِي ٱلْـ‍ ٧٥ مِنْ عُمْرِهَا ٱسْمُهَا أَنِيتَا.‏ فَقَدْ كَبُرَتْ فِي إِنْكِلْتَرَا وَبَدَأَتِ ٱلْفَتْحَ بِعُمْرِ ١٨ سَنَةً.‏ لٰكِنَّهَا لَمْ تَظُنَّ قَطُّ أَنَّهَا قَادِرَةٌ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ.‏ تَقُولُ:‏ «اِسْتَمْتَعْتُ بِتَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ عَنْ يَهْوَهَ،‏ لٰكِنِّي لَمْ أَتَخَيَّلْ نَفْسِي يَوْمًا أَخْدُمُ خَارِجَ ٱلْبِلَادِ.‏ فَأَنَا لَمْ أَتَعَلَّمْ لُغَةً أَجْنَبِيَّةً وَكُنْتُ مُقْتَنِعَةً أَنَّ ذٰلِكَ يَفُوقُ إِمْكَانَاتِي.‏ لِذَا تَفَاجَأْتُ عِنْدَمَا دُعِيتُ إِلَى حُضُورِ مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ.‏ فَكَيْفَ لِشَخْصٍ مِثْلِي أَنْ يَنَالَ دَعْوَةً كَهٰذِهِ؟‏!‏ لٰكِنِّي قُلْتُ فِي نَفْسِي:‏ ‹مَا دَامَ يَهْوَهُ يَعْتَبِرُنِي أَهْلًا لِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ،‏ فَلِمَ لَا أُحَاوِلُ عَلَى ٱلْأَقَلِّ؟‏›.‏ كَانَ ذٰلِكَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٥٠ سَنَةً.‏ وَمَا زِلْتُ حَتَّى ٱلْآنَ أَخْدُمُ مُرْسَلَةً فِي ٱلْيَابَان».‏ وَتُضِيفُ:‏ «أَحْيَانًا أَقُولُ لِلْأَخَوَاتِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا وَعَيْنَايَ تُشِعَّانِ فَرَحًا:‏ ‹هَيَّا،‏ ٱحْزِمْنَ أَمْتِعَتَكُنَّ وَٱنْضَمِمْنَ إِلَيَّ فِي أَعْظَمِ مُغَامَرَةٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ›.‏ وَيَسُرُّنِي أَنَّ كَثِيرَاتٍ قَبِلْنَ دَعْوَتِي».‏

اِسْتِجْمَاعُ ٱلْجُرْأَةِ

فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ تَرَدَّدَتْ أَخَوَاتٌ كَثِيرَاتٌ فِي ٱلِٱنْتِقَالِ إِلَى بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ.‏ فَكَيْفَ ٱسْتَجْمَعْنَ ٱلْجُرْأَةَ ٱللَّازِمَةَ؟‏

مُورِين

تُخْبِرُ مُورِين ‏(‏٦٤ سَنَةً)‏:‏ «مُنْذُ صِغَرِي،‏ أَرَدْتُ أَنْ أَعِيشَ حَيَاةً لَهَا مَعْنًى،‏ حَيَاةً أَقْضِيهَا فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ».‏ لِذَا ٱنْتَقَلَتْ مُورِين عِنْدَمَا بَلَغَتِ ٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلْعُمْرِ إِلَى كِيبِك فِي كَنَدَا،‏ حَيْثُ كَانَتِ ٱلْحَاجَةُ مَاسَّةً إِلَى فَاتِحِينَ.‏ تُتَابِعُ:‏ «بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ تَلَقَّيْتُ دَعْوَةً إِلَى مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ.‏ لٰكِنِّي خِفْتُ أَنْ أَعِيشَ فِي مَكَانٍ غَرِيبٍ بَعِيدًا عَنْ أَصْدِقَائِي.‏ كَمَا قَلِقْتُ عَلَى أُمِّي،‏ وَلَمْ أُرِدْ أَنْ أَتْرُكَهَا لِتَعْتَنِيَ وَحْدَهَا بِأَبِي ٱلْمَرِيضِ.‏ فَقَضَيْتُ لَيَالِيَ كَثِيرَةً أَبْكِي وَأُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ.‏ وَلٰكِنْ عِنْدَمَا أَخْبَرْتُ وَالِدَيَّ بِمَخَاوِفِي،‏ شَجَّعَانِي أَنْ أَقْبَلَ ٱلدَّعْوَةَ.‏ كَمَا شَعَرْتُ بِمَحَبَّةِ وَدَعْمِ ٱلْجَمَاعَةِ لَهُمَا.‏ وَإِذْ لَمَسْتُ عِنَايَةَ يَهْوَهَ بِهِمَا،‏ وَثِقْتُ أَنَّهُ سَيَكُونُ إِلَى جَانِبِي أَنَا أَيْضًا.‏ فَٱتَّخَذْتُ قَرَارَ ٱلسَّفَرِ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ».‏ لَقَدْ بَدَأَتْ مُورِين خِدْمَتَهَا ٱلْإِرْسَالِيَّةَ فِي إِفْرِيقْيَا ٱلْغَرْبِيَّةِ عَامَ ١٩٧٩.‏ وَدَامَتْ خِدْمَتُهَا هُنَاكَ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ سَنَةً.‏ تَقُولُ عَنْ تِلْكَ ٱلسَّنَوَاتِ:‏ «لَمْ يَتَخَلَّ يَهْوَهُ عَنِّي قَطُّ،‏ وَأَمَّنَ حَاجَاتِي دَائِمًا».‏ وَقَدْ عَادَتْ مُورِين إِلَى كَنَدَا،‏ وَهِيَ ٱلْيَوْمَ فَاتِحَةٌ خُصُوصِيَّةٌ وَتَهْتَمُّ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ بِأُمِّهَا ٱلْمُسِنَّةِ.‏

وِينْدِي

أَمَّا وِينْدِي ‏(‏٦٥ سَنَةً)‏ فَبَدَأَتْ تَخْدُمُ فَاتِحَةً فِي أُوسْتْرَالِيَا خِلَالَ مُرَاهَقَتِهَا.‏ تَذْكُرُ:‏ «كُنْتُ خَجُولَةً جِدًّا وَٱسْتَصْعَبْتُ ٱلتَّكَلُّمَ مَعَ ٱلْغُرَبَاءِ.‏ لٰكِنِّي تَخَطَّيْتُ هٰذِهِ ٱلْمُشْكِلَةَ.‏ فَٱلْفَتْحُ عَلَّمَنِي أَنْ أَتَحَدَّثَ إِلَى كُلِّ ٱلنَّاسِ،‏ مِمَّا زَادَ ثِقَتِي بِنَفْسِي.‏ كَمَا عَلَّمَنِي أَنْ أَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ،‏ فَلَمْ أَعُدْ أَقْلَقُ بِشَأْنِ ٱلْخِدْمَةِ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ.‏ هٰذَا وَإِنَّ أُخْتًا عَزْبَاءَ شَجَّعَتْنِي أَنْ أَنْضَمَّ إِلَيْهَا فِي رِحْلَةٍ تَبْشِيرِيَّةٍ تَدُومُ ٣ أَشْهُرٍ فِي ٱلْيَابَان.‏ وَكَانَتْ هٰذِهِ ٱلْأُخْتُ قَدْ قَضَتْ هُنَاكَ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ سَنَةً فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ.‏ فَنَمَّى ٱلْعَمَلُ مَعَهَا رَغْبَتِي فِي ٱلِٱنْتِقَالِ إِلَى خَارِجِ ٱلْبِلَادِ».‏ لِذَا سَافَرَتْ وِينْدِي عَامَ ١٩٨٦ إِلَى فَانُوَاتُو،‏ مَجْمُوعَةِ جُزُرٍ تَبْعُدُ حَوَالَيْ ١٬٧٧٠ كلم شَرْقَ أُوسْتْرَالِيَا.‏

وَهِيَ لَا تَزَالُ فِي فَانُوَاتُو،‏ وَتَخْدُمُ ٱلْآنَ فِي مَكْتَبِ تَرْجَمَةٍ.‏ تَقُولُ:‏ «أَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ أَرَى فِرَقًا وَجَمَاعَاتٍ تَتَشَكَّلُ فِي ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْمُنْعَزِلَةِ.‏ وَٱلدَّوْرُ ٱلصَّغِيرُ ٱلَّذِي أُؤَدِّيهِ فِي عَمَلِ يَهْوَهَ ٱمْتِيَازٌ تَعْجَزُ ٱلْكَلِمَاتُ عَنْ وَصْفِهِ».‏

كُومِيكُو (‏فِي ٱلْوَسَطِ)‏

وَكَانَتْ كُومِيكُو ‏(‏٦٥ سَنَةً)‏ فَاتِحَةً عَادِيَّةً فِي ٱلْيَابَان.‏ فَٱقْتَرَحَتْ عَلَيْهَا رَفِيقَتُهَا فِي ٱلْفَتْحِ أَنْ تَنْتَقِلَا إِلَى ٱلنِّيبَال.‏ تُخْبِرُ:‏ «ظَلَّتْ تُلِحُّ عَلَيَّ،‏ لٰكِنِّي كُنْتُ أَرْفُضُ عَرْضَهَا دَائِمًا.‏ فَمُجَرَّدُ ٱلتَّفْكِيرِ فِي تَعَلُّمِ لُغَةٍ جَدِيدَةٍ وَٱلتَّكَيُّفِ مَعَ بِيئَةٍ أُخْرَى يُوَتِّرُنِي وَيُقْلِقُنِي.‏ كَمَا أَنِّي لَمْ أَمْلِكِ ٱلْمَالَ ٱلْكَافِيَ لِلِٱنْتِقَالِ إِلَى بَلَدٍ آخَرَ.‏ وَلٰكِنْ فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ تَعَرَّضْتُ لِحَادِثِ سَيْرٍ دَخَلْتُ عَلَى أَثَرِهِ إِلَى ٱلْمُسْتَشْفَى.‏ فَرُحْتُ أُفَكِّرُ:‏ ‹لَا أَعْرِفُ مَاذَا يُخَبِّئُ لِي ٱلْمُسْتَقْبَلُ.‏ فَقَدْ أُصَابُ بِمَرَضٍ خَطِيرٍ وَأُفَوِّتُ عَلَى نَفْسِي فُرْصَةَ ٱلْفَتْحِ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ.‏ فَلِمَ لَا أُجَرِّبُ سَنَةً وَاحِدَةً عَلَى ٱلْأَقَلِّ؟‏›.‏ لِذَا صَلَّيْتُ بِحَرَارَةٍ إِلَى يَهْوَهَ بِهٰذَا ٱلْخُصُوصِ».‏ وَبَعْدَمَا خَرَجَتْ كُومِيكُو مِنَ ٱلْمُسْتَشْفَى،‏ زَارَتِ ٱلنِّيبَال.‏ وَلَاحِقًا،‏ ٱنْتَقَلَتْ مَعَ رَفِيقَتِهَا إِلَى هُنَاكَ.‏

تَقُولُ كُومِيكُو بَعْدَمَا قَضَتْ عَشْرَ سَنَوَاتٍ تَقْرِيبًا فِي ٱلنِّيبَال:‏ «لَقَدْ ذَلَّلَ يَهْوَهُ ٱلصُّعُوبَاتِ أَمَامِي مِثْلَمَا ذَلَّلَ ٱلْبَحْرَ ٱلْأَحْمَرَ أَمَامَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ وَأَنَا سَعِيدَةٌ لِأَنِّي ٱتَّخَذْتُ هٰذَا ٱلْقَرَارَ.‏ فَعِنْدَمَا أَكُونُ فِي أَحَدِ ٱلْبُيُوتِ،‏ غَالِبًا مَا يَأْتِي خَمْسَةٌ أَوْ سِتَّةٌ مِنَ ٱلْجِيرَانِ لِيَسْمَعُوا ٱلْبِشَارَةَ.‏ حَتَّى ٱلْأَوْلَادُ ٱلصِّغَارُ يَطْلُبُونَ مِنِّي بِكُلِّ تَهْذِيبٍ نَشْرَةً مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فِعْلًا،‏ إِنَّ ٱلْخِدْمَةَ فِي هٰذِهِ ٱلْمُقَاطَعَةِ ٱلْمُتَجَاوِبَةِ تَجْلُبُ أَفْرَاحًا كَثِيرَةً».‏

تَخَطِّي ٱلصُّعُوبَاتِ

طَبْعًا،‏ وَاجَهَتْ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَخَوَاتُ ٱلشُّجَاعَاتُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ.‏ فَكَيْفَ تَغَلَّبْنَ عَلَيْهَا؟‏

دَيَان

خَدَمَتْ دَيَان،‏ أُخْتٌ مِنْ كَنَدَا عُمْرُهَا ٦٢ سَنَةً،‏ مُرْسَلَةً فِي سَاحِلِ ٱلْعَاجِ طَوَالَ ٢٠ عَامًا.‏ تُخْبِرُ:‏ «فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ ٱسْتَصْعَبْتُ ٱلْعَيْشَ بَعِيدًا عَنْ عَائِلَتِي.‏ فَصَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَنِي كَيْ أُحِبَّ ٱلنَّاسَ فِي مُقَاطَعَتِي.‏ وَهٰذَا مَا شَجَّعَنَا عَلَيْهِ ٱلْأَخُ جَاك رِدْفُورْد،‏ أَحَدُ ٱلْأَسَاتِذَةِ فِي مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ.‏ فَأَخْبَرَنَا أَنَّنَا قَدْ نَنْزَعِجُ وَنَنْصَدِمُ حِينَ نَرَى بُؤْسَ ٱلنَّاسِ،‏ خَاصَّةً حَالَاتِ ٱلْفَقْرِ ٱلشَّدِيدَةَ.‏ لٰكِنَّهُ تَابَعَ:‏ ‹لَا تُرَكِّزُوا عَلَى ٱلْفَقْرِ بَلْ عَلَى ٱلنَّاسِ.‏ اُنْظُرُوا إِلَى وُجُوهِهِمْ وَعُيُونِهِمْ وَرَاقِبُوا رَدَّةَ فِعْلِهِمْ عِنْدَمَا يَسْمَعُونَ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ›.‏ فَطَبَّقْتُ نَصِيحَتَهُ،‏ وَنِلْتُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْبَرَكَاتِ.‏ فَكُنْتُ أَرَى أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ تُشِعُّ فَرَحًا عِنْدَمَا أُخْبِرُهُمْ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمُعَزِّيَةِ».‏ وَمَاذَا سَاعَدَهَا أَنْ تَتَكَيَّفَ؟‏ تُجِيبُ:‏ «نَمَّيْتُ عَلَاقَةً وَثِيقَةً بِتَلَامِيذِي،‏ وَفَرِحْتُ كَثِيرًا عِنْدَمَا رَأَيْتُهُمْ يَتَقَدَّمُونَ وَيُصْبِحُونَ خُدَّامًا لِيَهْوَهَ.‏ وَهٰكَذَا لَمْ أَعُدْ أَشْعُرُ بِٱلْغُرْبَةِ فِي تَعْيِينِي.‏ فَقَدْ حَصَلْتُ عَلَى أُمَّهَاتٍ وَآبَاءٍ وَإِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ رُوحِيِّينَ،‏ تَمَامًا كَمَا وَعَدَ يَسُوعُ».‏ —‏ مر ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

وَتَخْدُمُ آن ‏(‏٤٦ سَنَةً)‏ فِي بَلَدٍ آسْيَوِيٍّ حَيْثُ عَمَلُنَا تَحْتَ ٱلْحَظْرِ.‏ تَقُولُ:‏ «خَدَمْتُ فِي عِدَّةِ مَنَاطِقَ وَعِشْتُ مَعَ أَخَوَاتٍ ٱخْتَلَفَتْ شَخْصِيَّتُهُنَّ وَبِيئَتُهُنَّ كُلِّيًّا عَنْ شَخْصِيَّتِي وَبِيئَتِي.‏ فَوَقَعَتْ بَيْنَنَا خِلَافَاتٌ أَحْيَانًا وَٱنْجَرَحَتْ مَشَاعِرُنَا.‏ لِذَا بَذَلْتُ جُهْدِي لِلتَّقَرُّبِ مِنْهُنَّ وَٱلتَّعَرُّفِ أَكْثَرَ بِحَضَارَتِهِنَّ.‏ كَمَا حَاوَلْتُ أَنْ أَكُونَ مُحِبَّةً وَمُتَفَهِّمَةً.‏ وَيَسُرُّنِي أَنَّ جُهُودِي هٰذِهِ أَثْمَرَتْ،‏ إِذْ نَشَأَتْ بَيْنَنَا صَدَاقَاتٌ مَتِينَةٌ سَاعَدَتْنِي أَنْ أَسْتَمِرَّ فِي تَعْيِينِي».‏

يُوتِه

وَفِي عَامِ ١٩٩٣،‏ عُيِّنَتْ أُخْتٌ أَلْمَانِيَّةٌ ٱسْمُهَا يُوتِه مُرْسَلَةً فِي مَدَغَشْقَر.‏ تَذْكُرُ:‏ «صَعُبَ عَلَيَّ فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنْ أَتَعَلَّمَ ٱللُّغَةَ،‏ أَتَكَيَّفَ مَعَ ٱلْمُنَاخِ ٱلرَّطْبِ،‏ وَأَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلْمَلَارِيَا وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْأَمْرَاضِ.‏ لٰكِنِّي نِلْتُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلدَّعْمِ.‏ فَٱلْأَخَوَاتُ وَأَوْلَادُهُنَّ وَتَلَامِيذِي سَاعَدُونِي بِصَبْرٍ أَنْ أُتْقِنَ ٱللُّغَةَ.‏ كَمَا ٱعْتَنَتْ بِي زَمِيلَتِي فِي ٱلْخِدْمَةِ أَثْنَاءَ مَرَضِي.‏ وَٱلْأَهَمُّ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَتَخَلَّ عَنِّي قَطُّ.‏ فَكُنْتُ أُصَلِّي إِلَيْهِ وَأُخْبِرُهُ بِهُمُومِي.‏ ثُمَّ أَنْتَظِرُ بِصَبْرٍ،‏ أَحْيَانًا لِأَيَّامٍ وَأَشْهُرٍ،‏ كَيْ يَسْتَجِيبَ لِي.‏ وَقَدْ حَلَّ يَهْوَهُ كُلَّ مَشَاكِلِي».‏ وَٱلْيَوْمَ تَبْلُغُ يُوتِه ٥٣ سَنَةً،‏ وَلَا تَزَالُ تَخْدُمُ فِي مَدَغَشْقَر مُنْذُ ٢٣ سَنَةً.‏

بَرَكَاتٌ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى

غَالِبًا مَا تُعَبِّرُ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَخَوَاتُ أَنَّ خِدْمَتَهُنَّ أَغْنَتْ حَيَاتَهُنَّ،‏ مَثَلُهُنَّ مَثَلُ كُلِّ مَنْ يَخْدُمُ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ.‏ فَمَا هِيَ بَعْضُ ٱلْبَرَكَاتِ؟‏

هَايْدِي

هَايْدِي ‏(‏٧٣ سَنَةً)‏ مِنْ أَلْمَانِيَا تَخْدُمُ مُرْسَلَةً فِي سَاحِلِ ٱلْعَاجِ مُنْذُ عَامِ ١٩٦٨.‏ تَقُولُ:‏ «أَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ أَرَى أَوْلَادِي ٱلرُّوحِيِّينَ ‹يُوَاصِلُونَ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ›.‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ يَخْدُمُونَ فَاتِحِينَ وَشُيُوخًا.‏ وَكَثِيرُونَ يُنَادُونَنِي:‏ ‹أُمِّي› أَوْ ‹جَدَّتِي›.‏ كَمَا أَنَّ أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلشُّيُوخِ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلَادَهُ يُعَامِلُونَنِي كَأَنِّي فَرْدٌ مِنَ ٱلْعَائِلَةِ.‏ لَقَدْ بَارَكَنِي يَهْوَهُ بِٱبْنٍ،‏ كَنَّةٍ،‏ وَثَلَاثَةِ أَحْفَادٍ».‏ —‏ ٣ يو ٤‏.‏

كَارِن (‏فِي ٱلْوَسَطِ)‏

وَخَدَمَتْ أُخْتٌ كَنَدِيَّةٌ ٱسْمُهَا كَارِن ‏(‏٧٢ سَنَةً)‏ أَكْثَرَ مِنْ ٢٠ سَنَةً فِي إِفْرِيقْيَا ٱلْغَرْبِيَّةِ.‏ تُخْبِرُ:‏ «عَلَّمَتْنِي ٱلْحَيَاةُ ٱلْإِرْسَالِيَّةُ أَنْ أُنَمِّيَ صِفَاتٍ مِثْلَ ٱلتَّضْحِيَةِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلصَّبْرِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْخِدْمَةَ مَعَ أَشْخَاصٍ مِنْ جِنْسِيَّاتٍ عَدِيدَةٍ وَسَّعَتْ آفَاقِي.‏ فَتَعَلَّمْتُ أَلَّا أُصِرَّ دَائِمًا عَلَى رَأْيِي.‏ وَٱلْآنَ لَدَيَّ أَصْدِقَاءُ كَثِيرُونَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ وَمَعَ أَنَّ حَيَاتَنَا وَتَعْيِينَاتِنَا تَغَيَّرَتْ،‏ مَا زِلْنَا نُحَافِظُ عَلَى صَدَاقَتِنَا».‏

وَكَانَتْ مَارْغَرِيت ‏(‏٧٩ سَنَةً)‏ مِنْ إِنْكِلْتَرَا مُرْسَلَةً فِي لَاوُس.‏ تَقُولُ:‏ «خِلَالَ سَنَوَاتِ خِدْمَتِي،‏ رَأَيْتُ بِأُمِّ عَيْنِي كَيْفَ يَجْتَذِبُ يَهْوَهُ إِلَى هَيْئَتِهِ أُنَاسًا مِنْ كُلِّ ٱلْعُرُوقِ وَٱلثَّقَافَاتِ.‏ وَهٰذَا قَوَّى إِيمَانِي وَثِقَتِي بِأَنَّ يَهْوَهَ يُوَجِّهُ هَيْئَتَهُ وَيُتَمِّمُ مَقَاصِدَهُ».‏

بِٱلْفِعْلِ،‏ إِنَّ ٱلْأَخَوَاتِ ٱلْعَازِبَاتِ ٱللَّوَاتِي يَخْدُمْنَ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ يَبْذُلْنَ جُهُودًا كَبِيرَةً فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ لِذَا يَسْتَأْهِلْنَ كُلَّ ٱلْمَدْحِ وَٱلتَّقْدِيرِ.‏ (‏قض ١١:‏٤٠‏)‏ وَأَعْدَادُهُنَّ فِي تَزَايُدٍ مُسْتَمِرٍّ.‏ (‏مز ٦٨:‏١١‏)‏ فَإِذَا تَمَثَّلْتِ بِهِنَّ وَأَجْرَيْتِ بَعْضَ ٱلتَّعْدِيلَاتِ،‏ يُمْكِنُكِ عِنْدَئِذٍ أَنْ ‹تَذُوقِي وَتَنْظُرِي مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ›.‏ —‏ مز ٣٤:‏٨‏.‏